وسودون جلب، ومعهم جماعة، واقتتلوا حتى تقهقر الناصرية مرتين، ثم انصرف الفريقان.
وفي يوم الأحد ارتحل شيخ برفقته، ونزلوا غربي البلد من جهة الميدان، ووقفوا من جهة القلعة، وتراموا بالسهام في كل يوم، إلى يوم الأربعاء ثاني عشرينه. وقع القتال في ناحية شرقي البلد، ونزل نوروز بدار الطعم، وامتدت أصحابه إلى العقيبة، ونزل شيخ بدار غرس الدين خليل، تجاه جامع كريم الدين، بطرف القبيبات، ومعه الخليفة وكاتب السر ورفقته، واشتد القتال بينهم في كل يوم.
فلما كان يوم الجمعة رابع عشرين المحرم، أحضر الأمير شيخ، بلاط الأعرج شاد الشراب خاناة، وكان ممن قبض عليه في الوقعة، فوسطه من أجل أنه كان يتولى ذبح المماليك الظاهرية بقلعة الجبل، ثم وسط أيضاً بلاط أمير علم، وكان ممن قبض عليه أيضاً في الوقعة.
وفي يوم السبت خامس عشرين المحرم، خلع الخليفة المستعين بالله، الملك الناصر فرج من الملك. وأشار شيخ على الأمراء، بأن يتسلطن الخليفة المستعين بالله، فبايعوه الأمراء. ولبس الخليفة خلعة السلطنة، في يوم السبت المذكور، آخر الساعة الخامسة من نهار السبت، والطالع برج الأسد، وجلس الخليفة على كرسي الملك وقبلوا الأمراء