الأرض بين يديه، ووقفوا على مراتبهم. وأخلع على الأمير بكتمر جلق بنيابة الشام، وعلى سيدي الكبير قرقماس بنيابة حلب، وعلى سودون الجلب بنيابة طرابلس. وركب المستعين والأمير بين يديه، ونادى مناد، بأن الناصر فرج قد خلع، فلا يحل لأحد مساعدته، فانكف الناس عن الناصر، وأخذ أمره في انحطاط.
واستمر القتال في كل يوم، إلى يوم السبت تاسع صفر، ركب شيخ بنفسه، وباشر القتال، حتى ملك مدينة دمشق. وفر دمرداش المحمدي إلى جهة حلب، وانحاز الملك الناصر بقلعة دمشق، إلى يوم الأحد عاشر صفر. بعث الملك الناصر بالأمير أسندمر أمير آخور، ليحلف لهم الأمراء، فكتب نسخة اليمين، وحلفوا له، ووضعوا خطوطهم، وكتب أمير المؤمنين خطه أيضاً، فلم يتم الصلح بذلك. وتقاتلوا بعد ذلك، ثم اصطلحوا. ونزل الملك الناصر فرج بأولاده من قلعة دمشق، في ليلة الإثنين حادي عشر صفر إلى الاصطبل عند الأمير شيخ، فقام له شيخ وقبل له الأرض وأجلسه بمكانه بصدر المجلس، وسكن روعه، وتركه وانصرف. فأقام الناصر بمكانه، إلى يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر.
جمع شيخ القضاة، بدار السعادة بين يدي أمير المؤمنين، فأفنوا بإراقة دم الملك الناصر. فأخذ ليلة الأربعاء من الاصطبل، وتوجه به في موضع من قلعة دمشق وحده، واستمر إلى ليلة السبت سادس عشرة، فقتل في تلك الليلة.