ثم وقع الاتفاق بين الأميرين شيخ ونوروز، أن تكون المملكة بينهما بالسوية، فواحد يتوجه صحبة الخليفة إلى الديار المصرية، وواحد يقيم بدمشق، ويكون حكمه من الفرات إلى غزة. فبادر شيخ وقال: أنا أكون بدمشق، وأنت تتوجه إلى القاهرة مع الخليفة. وكان نوروز عنده خفة، فقال نوروز: لا بل أنا أقيم بدمشق، وأنت تتوجه صحبة المستعين بالله، وانخدع له. فأجابه شيخ من ساعته، وأخلع المستعين على الأمير نوروز تشريفاً بنيابة دمشق، وفوض إليه الحكم في سير ممالك الشام، وذلك في خامس عشرين صفر من سنة خمس عشرة وثمانمائة.
وأقام المستعين وشيخ بالبلاد الشامية، إلى يوم السبت ثامن عشر ربيع الأول، برز المستعين بالله إلى جهة الديار المصرية، ومعه الأمير شيخ، وسارا حتى وصلا إلى الديار المصرية، في يوم الثلاثاء ثاني شهر ربيع الآخر. فأقام إلى يوم الإثنين ثامنه، وأخلع الخليفة على الأمير شيخ تشريفاً، واستقر به أميراً كبيراً، وفوض إليه جميع الأمور من الولاية والعزل وغير ذلك. وسكن شيخ بباب السلسلة من الإصطبل السلطاني. ثم أخلع على الأمير شاهين الأفرم، باستقراره أمير سلاح على عادته وعلى الأمير يلبغا الناصري أمير مجلس، وعلى طوغان الحسني دوادارا على عادته، وعلى إينال الصصلاني حاجب الحجاب عوضاً عن يلبغا الناصري، وعلى