بعهد منه إليه - في يوم الاثنين مستهل شعبان سنة ثمان وثمانمائة، وكان ذلك بعد موت أبيه بأربعة أيام، واستقر بالخلافة، وتجرد صحبة الملك الناصر فرج إلى البلاد الشامية غير مرة إلى أن خرج الملك الناصر فرج من الديار المصرية إلى البلاد الشامية - في سفرته الأخيرة - لقتال شيخ ونوروز ومن معهما في أواخر سنة أربع عشرة وثمانمائة، وكان المستعين بالله أيضاً صحبة الملك الناصر، وحضر معه القتال إلى أن انكسر الملك الناصر وتوجه نحو دمشق، وأحاط شيخ ونوروز على ثقل الملك الناصر فرج وعلى الخليفة هذا والقضاة، وتوجهوا الجميع إلى دمشق لقال الناصر وقاتلوه وهزموه، وانحاز بقلعة دمشق فحاصروه بها أياماً إلى أن ظفروا به وقتل - حسبما سنذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى - فاجتمع رأي الأمراء الشاميين والمصريين على سلطنة الخليفة المستعين بالله لخمود الفتنة، فبايعوه بالسلطنة، فصار خليفة وسلطاناً، ولم يغير لقبه، واستقر الأمير شيخ المحمودي نظام مملكته، والأمير نوروز الحافظي نائب الشام وإليه مرجع البلاد الشامية في الولاية والعزل وغير ذلك، وصار المستعين بالله يعلم على المراسيم، وعاد إلى الديار المصرية وشيخ بخدمته، وسكن بقلعة الجبل، وسكن الأمير شيخ بباب السلسله