وصارت أمور المملكة بيد شيخ المذكور، والخليفة في السلطنة اسم والأمير شيخ معناه، وليت ذلك دام له، واستمر على ذلك إلى يوم الاثنين مستهل شعبان خلع من السلطنة بالأمير شيخ من غير أن يوافق المستعين على خلع نفسه، فأكره حتى خلع غصباً، فكانت مدة إقامة المستعين بالله هذا في السلطنة إلى أن خلع نفسه، فأكره حتى خلع غصباً، فكانت مدة إقامة المستعين بالله هذا في السلطنة إلى أن خلع ستة أشهر وخمسة أيام، واحتفظ به بقلعة الجبل، لكنهه كان مكرماً غير مهان.
واستمر في الخلافة إلى يوم الخميس سادس عشر ذي الحجة سنة ست عشرة وثمانمائة استدعى الملك المؤيد هذا اليوم المذكور داود بن المتوكل على الله من داره فحضر إلى بين يدي الملك المؤيد بقلعة الجبل وقد حضر القضاة الأربعة، فعندما رآه المؤيد قام له وقد ألبسه خلعة الخلافة، وأجلسه بجانبه بينه وبين قاضي القضاة جلال الدين عبد الرحمن البلقيني، ثم دعا القضاة وانصرفوا، على أن المستعين هذا خلع واستقر داود في الخلافة عوضه ولقب بالمعتضد بالله.
قال المقريزي: وكانت العادة أن يدعى على المنابر بذكر كنية الخليفة ولقبه، فمن حين منع المستعين بالله المذكور لم يذكر ذلك وإلى الآن، بل استمر