الخطباء يقولون: اللهم اصلح الخليفة، من غير أن يذكره، ومنهم من يقول: اللهم أيد الخلافة العباسية ببقاء مولانا السلطان، انتهى كلام المقريزي.
قلت: واستمر المستعين بالله بعد ذلك بقلعة الجبل مدة يسيرة، وأرسل إلى الإسكندرية وسجن بها إلى أن مات الملك المؤيد في سنة أربع وعشرين وثمانمائة وتسلطن ولده الملك المظفر أحمد، ثم خلع بالملك الظاهر ططر، فلما كان يوم سادس عشرين ذي القعدة رسم الظاهر ططر أن يفرج عن المستعين بالله من محبسه، وأن يسكن حيث شاء بالإسكندرية، ويخرج راكباً لصلى الجمعة، ويتوجه حيث شاء، وأرسل إليه بفرس بسرج ذهب. وكنبوش زركش، وبقجة قماش، ورتب له على الثغر في كل يوم ثمانمائة درهم، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي بالثغر في يوم الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالطاعون وهو في أوائل الكهولية، وخلف ولد اذكرا يسمى يحيى يأتي ذكره في محله إن شاء الله تعالى.