من أعيان الدولة، ولا زالوا بالسلطان حتى أخذ منه مائتي ألف دينار وخمسين ألف دينار بعد أن نقل إلى البرج بقلعة الجبل، وأهين باللفظ غير مرة، ثم أطلق واستمر بالقلعة، ورسم له بالتوجه إلى الحجاز، فأخذ في تجهيز أمره حتى انتهى حاله طلبه الملك الظاهر من نائب القلعة في يوم الثلاثاء ثماني عشر شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين، فدخل إله ومعه أعيان أهل الدولة، فأخلع عليه السلطان وعلى عتيقة جانبك الإستادار، ونزلا من القلعة إلى مخيم عبد الباسط بالريدانية خارج القاهرة، واجتمع عليه أولاده وعياله وحواشيه، وسافر بهم الجميع إلى مكة في يوم الاثنين ثامن عشر إلى أن وصل إلى مكة وأقام بها إلى سنة أربع وأربعين وثمانمائة رسم له بالعود إلى الشام، فتوجه إلى دمشق وأقام بها سنيات، وقدم إلى القاهرة بإذن، فكان يوم قدومه يوماً مشهوداً، وطلع إلى السلطان بالحوش السلطاني وقبل الأرض، وأخلع عليه كاملية صوف أبيض بفرو سمور، وعلى أولاده، ونزل إلىداره، ثم قدم تقدمة هائلة - ذكرناها في الحوادث - وأقام بالقاهرة مدة، ثم عاد إلى دمشق بعد أن أنعم عليه السلطان بإمرة عشرين بها، واستمر بدمشق سنيات، ثم قدم إلى القاهرة ثانياً واستوطنها وحج في الرجبية في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وعاد بعد الحج إلى القاهرة في سنة أربع وخمسين، واستمر بها حتى مرض أشهراً ومات وقت المغرب من يوم الثلاثاء رابع شوال سنة أربع وخمسين وثمانمائة، وصلى عليه من الغد بمصلاة باب النصر، ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء، رحمه الله.