الدين جوهر القنقباوي الخازندار وعظم في الدولة وصار أمور المملكة بيده، فخضع له عبد الباسط ودار معه حيثما أداره جوهر المذكور، كل ذلك لا يظهر عنه أنه انحط قدره عند السلطان.
ولا زال يتستر بقبوله كل ما أمره به الملك الأشرف من الكلف والوظائف التي عجز أربابها عن القيام بكلفها إلى أن مات الملك الأشرف، برسباي في سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، وتسلطن ولده الملك العزيز يوسف، وكثر الكلام بين المماليك الأشرفية في تفرقة الإقطاعات، حصل لعبد الباسط المذكور بعض إهانة من بعض الخاصكية الأشرفية، بالكلام، فالتجأ إلى الأمير الكبير جقمق العلائي، ثم مضت أيام وخلع الملك العزيز يوسف وتسلطن الملك الظاهر جقمق، فأخلع على عبد الباسط باستمراره في وظيفة نظر الجيش، فباشرها أشهراً، وقبض الملك الظاهر جقمق عليه وحبسه بالمقعد على باب البحرة المطل على الحوش السلطاني بقلعة الجبل في يوم الخميس ثامن عشرين ذي الحجة من سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، وصمم على أنه يأخذ منه ألف ألف دينار، فأخذ القاضي كمال الدين البارزي كاتب السر يتكلم في أمره وساعده أيضاً جماعة