يوم الاثنين سابع ذي القعدة من سنة أربع وعشرين أخلع عليه ططر في نظر الجيش بعد عزل القاضي كمال الدين محمد بن البارزي عنها، فلم تطل مدة ططر ومات، وتسلطن ابنه الملك الصالح محمد، ثم خلع بعد مدة يسيرة بالملك الأشرف برسباي الدقماقي، فعند ذلك أخذ الزيني عبد الباسط يتقرب إليه بالتقادم الهائلة والتحف الظريفة، وفتح له أبواباً في جمع الأموال، وإنشاء العمائر، وكان عند الملك الأشرف بعيض طمع، فطال عبد الباسط بذلك واستطال حتى صار هو المشار إليه والمعول عليه في الدولة، ونالته السعادة، ورأى من الوجاهة والحرمة ما لم ينله أحد في زمانه.
على أنه كان في الغالب لا يسلم من معاند عند الملك الأشرف لكنه كان لا يظهر ذلك عنه لكل أحد لما كان يبذله من الأموال والهدايا والتحف، والمعاندون له أولهم عظيم الدولة الأشرفية الأمير جانبك الأشرفي الدوادار الثاني، فلا زال عبد الباسط يخدمه ويتقرب إليه حتى أراحه الله منه بالموت، فنبز له القاضي بدر الدين محمد بن مزهر كاتب السر، فصار حال عبد الباسط معه في شدة ورخاء إلا أن صوته في قول ضعيف، ثم نبز له الأمير صفي