وصار السلطان يخلع عليه الخلع السنية كالكوامل السمور وغيرها، وركب بسرج ذهب وكنبوش زركش وغير مرة.
وكان عنده شمم فصار لا يسلم على أحد إلا نادراً، فلزمته العامة وصاروا يقولون: يا باسط خذ عبدك، فشكاهم إلى الملك المؤيد فتوعدهم المؤيد بكل سوء، فصاروا يقولون: يا جبال ... يا رمال ... يا الله ... يا لطيف، فلما رأى ذلك منهم، وعلم أنه لا يقدر عليهم ذل لهم وصار يسلم عليهم ويرحب بهم، فسكتوا عنه وأحبوه بعد ذلك.
ولا زال عبد الباسط هذا آية في الدولة المؤيدية إلى أن أثرى ونالته السعادة، وعمر هذه الأملاك، وأنشأ القيسارية المعروفة بالباسطية بالماطيين داخل باب زويلة التي كانت مدرسة لفيروز الطواشي، وكان فيروز المذكور وقف عليها عدة أوقاف - يأتي ذكر ذلك كله في ترجمة فيروز - كل ذلك في الدولة المؤيدية، وهو كاتب الخزانة لا غير.
واستمر على ذلك إلى أن مات الملك المؤيد شيخ في محرم سنة أربع وعشرين وثمانمائة وتسلطن من بعده ولده الملك المظفر أحمد بن شيخ، ثم خلع المظفر بالملك الظاهر ططر، وقدم من الشام إلى القاهرة، وعبد الباسط على ما هو عليه إلى