للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له ترك الصلاة وغير ذلك، قال: وسمعت ابن سبعين فصد بمكة وترك الدم يخرج حتى تصفي، ومات بمكة في ثامن عشرين شوال سنة ثمان وستين وستمائة، وله خمس وخمسون سنة، انتهى كلام الذهبي باختصار.

قلت: هو زنديق فيلسوفي بلاد مدافعة، وإن كان ما ذكره الذهبي من قتله لنفسه حقاً فهوا أيضاً في جهنم، لأنا نفرض أنه كان صحيح الإسلام وكل ما نسب إليه كذب، فقد قتل نفسه فهو عاص بلا شك، وبالجملة فإنه كان أخبث الناس وأسوأهم حالاً واعتقاداً، عليه من الله ما يستحقه.

وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي: وقد اجتمعت بأصحاب أصحابه فرأيتهم ينقلون عن أولئك أن ابن سبعين كان يعرف السيمياء والكيمياء، وأنهم كانوا يقولون: أنفق فينا ثمانين ألف دينار، وأنه كان لا ينام كل ليلة حتى يكرر على ثلاثين سطراً من كلام غيره، وأنه لما خرج من وطنه كان ابن ثلاثين سنة، وخرج في خدمته جماعة من الطلبة والأتباع وفيهم الشيوخ، وأنهم لما أبعدوا بعد عشرة أيام أدخلوه الحمام ليزيل وعثاء السفر، فدخلوا في خدمته، واحضروا له قيماً يحك رجليه، فسألهم عن وطنهم لما استغربهم، فقالوا له: من

<<  <  ج: ص:  >  >>