غريب، فسألها عن ذلك فقالت: هذا الصفي الدين المجود، فقال الخليفة علي به، فأحضرت وضربت بالعود بين يديهن فأعجبه ذلك، وأمرني بملازمة مجلسه، ورسم لي برزق وافر جزيل، غير ما كان ينعم به علي، وصرت أسفر بين يديه، وأقضي للناس عنده حوائج كثيرة، وكان لي مرتب في الديوان كل سنة خمسة آلاف دينار، يكون عنها دراهم مبلغ ستين ألف درهم، وأحصل في قضاء أشغال الناس مثلها، وأكثر منها، وحضرت بين يدي هولاكو وغنيته، وأضعف ما كان لي من الرواتب أيام المستعصم، واتصلت بخدمة الصاحب علاء الدين عطا ملك الجويني وأخيه شمس الدين، ووليت لهما كتابة الإنشاء ببغداد، ورفعاني إلى رتبة المنادمة، وضاعفا علي الإنعام، وبعد موت علاء الدين وقتل شمس الدين زالت سعادتي وتقهقرت إلى وراء في عمري ورزقي وعيشي، وعلتني الديون، وصار لي أولاد وأولاد أولاد، وكبرت سني، وعجزت عن السعي، انتهى كلام العز الإربلي.
وقال الشريف صفي الدين ابن الطقطقي: مات صفي الدين عبد المؤمن محبوساً على دين كان لمجد الدين عبد الحكيم غلام ابن الصباغ، وكان مبلغ الدين ثلاثمائة دينار، وحبسه القاضي في مدرسة الخل، وكانت وفاته يوم الأربعاء ثامن عشرين صفر سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وكان ينفق أمواله على الملاذ، ويبالغ في عمل الحضرات البديعة، وكان يكون ثمن المشموم والفاكهة