إلى ديار مصر بعد أن طلق أمه خوند سعادات، إلى أن وصل إلى القاهرة، حبسه بالدور مدة، ثم نقل الملك المظفر مع أخيه الصغير إلى الإسكندرية فسجنا بها إلى أن ماتا بالطاعون.
وكانت وفاة الملك المظفر بالإسكندرية في ليلة الخميس آخر جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، ودفنا بالثغر، ثم نقلا بعد مدة إلى القاهرة، ودفنا عند والدهما بالقبة من الجامع المؤيدي، يعني المظفر وأخاه.
وكان الملك المظفر ذا شكالة حسنة إلى الغاية، إلا أنه كان بعينيه حول فاحش، حصل له ذلك عند سلطنته، وهو أنه لما تسلطن استوحش من مرضعته وبكى، فأجلست بجانبه، ثم دقت الكوسات على غفلة، فارتعب من ذلك وحصل بعينيه خلل، ولم يلتفت إلى هذا المعنى إذ ذاك لكثرة الغوغاء، ولم يفطن به إلا بعد مدة طويلة.
قلت: أفادته السلطنة الحول والحبس إلى أن توفي، فكل هذا من سوء تدبير والده، حيث جعل العهد في هذا الطفل، وهو أحد من نازع ابن أستاذه الملك