شهاب الدين أحمد بن إبراهيم ين عدنان الدمشقي، وبعد موت أخيه عماد الدين أبي بكر، وذلك في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، وتولى كتابة سر حلب من بعد ولده سراج الدين عمر.
فباشر شهاب الدين المذكور كتابة سر مصر بغير دربة، وعدم سياسة لأهل مصر، فلم ينتج أمره، وصار لا يلتفت إليه في الدولة، لما كان احتوى عليه من الجهل، وعدم معرفة صناعة الإنشاء، مع طيش وخفة وحدة مزاج وهرج، وكان يتكلم في بعض الأحيان مع نفسه كلاماً كثيراً يظهر منه ذلك في الملأ من الناس، وكان يتكرر منه ذلك إلى أن يحتد من نفسه، ويظهر عليه الغضب، وكان يعتريه ذلك حتى في الصلاة.
وكان باشر التوقيع عند والدي في نيابة لحلب، فأخذ مرة يحدثني عن ما وقع له بحلب، وشرع يتكلم، وقبل أن يتم الحكاية تركها والتفت يحدث نفسه، وانفض المجلس على ذلك، وكان لا يعتريه ذلك غالباً إلا في حالة الغضب، أو إذا شرع في أمر مهم.