تكلم من كلامه أنه غير فاضل، ووقع له مرة أنه أرسل من حلب وهو كاتب سرها كتاباً إلى الملك الأشرف برسباي بواقعة حال، وكان القاضي بدر الدين محمد بن مزهر إذ ذاك كاتب سر مصر، وكانت كتابة ابن السفاح هذا ضعيفة قلقة، وتركيب ألفاظه في الكتب ركيكة، فلم يفهم ابن مزهر ما تضمنه الكتاب، فختمه ثانياً وأرسله في طي كتاب يقول فيه قد عجزنا عن فهم ما في كتابك، فالمخدوم ينقل خطواته إلى الديار المصرية ليقرأه على مولانا السلطان، فعزم بسبب هذا الكتاب جملة مستكثرة.
ولم يزل في وظيفة كتابة السر إلى أن توفي في ليلة الأربعاء رابع عشر شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وثمانمائة عن ثلاث وستين سنة، وتولى كاتب السر الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن كاتب المناخ، رحمهما الله تعالى.