فوجدت معه في دفاسه ذهباً، فأخذته، ولم يعرف به أحد، فوصلت إلى قوص، فتوجهت إلى كمال الدين، يعني صاحب الترجمة، فسلمت عليه، فقال لي: ذاك الذهب الذي عدته كذا وكذا الذي أخذته من المغربي، أحضره لي وأنا أعوضك عنه، فأحضرته إليه.
ومن شعره لما وصل إلى المدينة النبوية، شرفها الله تعالى، قوله:
أنخ هذه والحمد لله يثرب ... فبشراك قد نلت الذي كنت تطلب
فعفر بهذا الترب وجهك إنه ... أحق به من كل طيب وأطيب
وقبل عراصاً حولها قد تشرفت ... بمن جاورت والشيء بالشيء يحبب
وسكن فؤاداً لم يزل باشتياقه ... إليها على جمر الغضا يتقلب
وكفكف دموعاً طالما قد سفحتها ... وبرد جوى نيرانه تتلهب
وله نظم غير ذلك.
توفى فجأة في سنة ست وثمانين وستمائة، رحمه الله تعالى.