وأما قاضي القضاة نجم الدين المتولي فإنه لم يقم بالقاهرة سوى أربعة أشهر واثنتين وعشرين يوماً، واستعفى من الوظيفة لتضجره من الإقامة بالقاهرة، وعزل وعاد إلى دمشق، وطُلب صدر الدين على قاضي دمشق فقدم في رابع رجب وخلع عليه بوظيفة قضاء الحنفية عوضاً عن ابن عمه نجم الدين وأعيد نجم الدين المذكور إلى قضاء الحنفية بدمشق، فلم تطب الإقامة لصدر الدين أيضاً بالقاهرة واستعفى فأعفى.
وخلع عَلَى قاضي القضاة شرف الدين صاحب الترجمة عوضاً عن صدر الدين، وذلك في تاسع شهر رمضان سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وخلع عَلَى مجد الدين إسماعيل واستقر في قضاء العسكر، فباشر القاضي شرف الدين المذكور القضاء بتجمل وأبهة، وحمدت سيرته، إلى أن طلب منه بعض الأمراء أن يحكم له باستبدال دار موقوفة فامتنع من ذَلِكَ أشد الامتناع، إلى أن عزل نفسه في يوم الأحد تاسع رجب ثمان وسبعين وسبعمائة، واستقر عوضه في القضاء جلال الدين جار الله.
وأقام شرف الدين هذا بطالاً إلى أن توجه إلى دمشق وسكنها إلى أن توفي بها في ليلة الاثنين العشرين من شعبان سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة.