للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهر برقوق، ثم أرسل الملك الظاهر يطلب المذكورين وغيرهم إلى الديار المصرية، فوصل الجميع إلى القاهرة صحبة الأمير كمشبغا نائب حلب، وذلك في يوم الاثنين رابع جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، وعدة الأمراء ستة وثلاثون أميراً، فأوقفهم الظاهر بين يديه، وأوقف القاضي شهاب الدين صاحب الترجمة أيضاً بجانب القاضي فتح الدين محمد بن الشهيد، كاتب سر دمشق، فإنه كان أيضاً ممن خرج عَلَى برقوق، يأتي ذكره في محله إن شاء الله تعالى، وابن مشكور ناظر جيش دمشق، وكلهم في القيود، فوبخ السلطان الطنبغا الحلبي وجردمر وابن القرشي صاحب الترجمة، فكان قول ابن القرشي للملك الظاهر برقوق، تاالله لقد آثرك الله علينا، وإن كنا لخاطئين، وأطال الظاهر الحديث معهم، ثم أمر بهم فسجنوا الجميع إِلاَّ ابن مشكور فإنه سلم لشادِ الدواوين فعصره وألزم بحمل سبعين ألف درهم.

واستمر ابن القرشي هذا في الحبس إلى نصف الشهر المذكور شكى عليه رجل فأحضره من السجن، وادعى عليه غريمه بدعاوي شنعة، فأمر به السلطان فضرب بالمقارع، ثم سلم إلى والي القاهرة ليستخلص منه ما لهذا الرجل عنده، فضربه وعصره وحبسه بخزانة شمائل، وأجرى

<<  <  ج: ص:  >  >>