وتفقه بالموصل، ثم دمشق قدم في عنفوان " شبيبته " فأقام بها مدة يسيرة، وتوجه إلى ديار مصر واشتغل بها أيضاً، وحصل من كل علم طرفاً جيداً، وبرع في الفقه والأصول والعربية وغير ذَلِكَ، وأفتى ودرس، ونظم ونثر، ولي قضاء دمشق من القاهرة، وخرج منها في السابع والعشرين من ذي الحجة سنة ست وستين وستمائة، وتوجه إلى دمشق فدخلها في المحرم سنة سبع وستين، فباشرها مدة عشر سنين.
وفي أول ولايته للقضاء كان منفرداً إلى أن ورد عليه الخبر بأن برز المرسوم الشريف الظاهري بأن يكون بدمشق أربع قضاة، وصل ثلاثة تقاليد لشمس الدين عبد الله بن محمد عطاء الحنفي، ولزين الدين عبد السلام الزواوي المالكي، ولشمس الدين عبد الرحمن الحنبلي، وكانوا قبل ذَلِكَ نواباً للشافعي.
قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة ومن العجيب اجتماع ثلاث قضاة القضاة لقب كل واحد منهم شمس الدين في زمن واحد، فقال بعض الأدباء شعراً: