وقد كُوِّرت شمسٌ وشُقِّقت السَّما ... وكل الورى نحو القصاص تحشَّدوا
وقد نُصب الميزان وامتدَّ جِسْرُهمْ ... وأقبلت في ثوب الجمال تردد
أنادي وقد شبَّثْت كفِّي بذيله ... وتضريح أكفاني ولحظك يَشْهَد
حبيبي بما استحللت قتل مُبَرَّأٍ ... وما ذنبه إِلاَّ ضنى فيك مُكْمد
فقال أما هذا بتقدير من قضَى ... وحكم مضى ما فيه قطُّ تردُّد
فقلت بلى والخير والشَّر قُدِّرا ... وكلُّ بتقدير المهيْمن مُرْصَد
فقال فمن هذا الذي ذاك حُكْمه ... وتقديره صفْهُ لَكَيْما أوحِّدُ
فقلت إله واحدٌ لا مشاركٌ ... له لم يلدْ كَلاًّ ولا هو يولد
واستطردت من ذَلِكَ إلى تنزيه الذات وذكر الصفات إلى أن قلت:
هو الله من أنشأك للخلق فتنة ... ليسفك من جفنيه سيف مهنَّدُ
ومما حضرني من أواخر العقد في أشراط الساعة، وقد ذكرت برمتها:
وَحبٍّ بدا بالغرْب ليلاً فأشرقتْ ... دياجيرُه والشَّرق أسود مظلم
فأرجف قوم أنَّها الشمس قد بدت ... من الشرق حَتَّى تاب عنِّي لُوَّم
فأحْيا فؤادي بِاللما فكأنّما ... تدلَّى من الأفْلاك عيسى المعظَّم
وقد صحّت الأخبارُ في ذاك كلِّه ... فآمنت بالمجموع والله أعلم
ومن ذَلِكَ ما قلته في أصول الفقه منه في حديث العُسَيْلة:
ألا وارْوِ عَنْ ثغري حديث عُسَيْلة ... فشهوته زدات عَلَى غاية المنّ
ومنه في من قعد في صلاة الصبح مقدار التشهد فطلعت الشمس قبل الخروج من الصلاة بفعله، وأن صلاته فسدت عند الإمام لأنها شابها ما أخرجها إلى صفة القبح.