يُواصل في ليل من الشّعْر ساتر ... فيفضحني فجر من الفرْق يسْطعُ
فيا لك وصلاً كالصلاة وحسنها ... تُشابُ بقبح عندما الشّمس تَطْلع
ومنه في بحث النكرة المنفية والمثبتة وحكمها في الحالين:
أعوذ بالله من أجفانك السَّحرة ... إذ صيرتني فرداً في الهوى نَكِره
وما اكتفت أن جفت بل أخلقت ونفت ... فعمّني حكمها ضرورة ضرره
خصّت وقد أثبتت قلبي بأسهمها ... لكنها أطلقت منها لها أسره
وقيل عمت جميع المدْنفين فإنْ ... خصّت فذاك لأمر حكمها أمره
ومن هذه القصيدة في بحث المشترك وحكمه:
قوم تراءَوْك قالوا الجوْن فاختلفوا ... شمساً وليلاً وكل قال ما نظره
هذا رأى شمس وجه تحت جنح دجى ... وذا رأي ليل شعر ساتراً قمره
هذا تهيا له هذا وذاك لذا ... مثل الشَّريكَين في دار وفي شجره
وأنهم وقفوا في حكمهم وقَفَوْل ... شرط التأمل حَتَّى تقْتَفُوا أثره
ومن ذَلِكَ ما قلته في النحو مقدمة، استحضرت منها في وصف الأسماء:
حبيبي أَسمى من ذرى الشمس في السّما ... أيا جارتي اسماً خذي وصفي الأسما
وذلك نوعان عن الفصل معرب ... وآخر مبنى عَلَى شيمة شما
وذاك عليه عامل ومحرّك ... له من سجاياه وذا واجب حَتْما
فمن ذاك ما لم ينصرفْ عن جناية ... بجر فلا تنوين يا جارتي عُدماً
وإن تبتغي جر المكارم فافتحى ... وعاك فلم يصرف نداه إلى أَعْمى