للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثلاثين، واستمر في وظيفة القضاء إلى أن مات في يوم الأربعاء خامس عشر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثمانمائة.

وكان شيخاً للطول أقرب، منور الشيبة، فقد إحدى عينيه في شبيبته، بارعاً مفنناً ديناً، خيراً، كثير التلاوة والعبادة، فقيهاً محدثاً نحوياً لغوياً، انتهت إِلَيْهِ رئاسة الحنابلة في زمانه بلا مدافعة، أقام مدة قبل موته والمعول عَلَى فتاويه، وكانت كتابته عَلَى الفتوى لا نظير لها، يجيب عما يقصده المستفتي.

وكان كثير التواضع حسن الأخلاق حلو المحاضرة، اجتمعت به غير مرة، ومات ولم يخلف بعده مثله.

وهو ثالث عشر قاضي اشتغل بقضاء الحنابلة بالديار المصرية، لأن العادة كانت بديار مصر لا يلي فيها إِلاَّ قاضي واحد شافعي، والقاضي المذكور يستنيب في كل مذهب إلى أن تسلطن الملك الظاهر بيبرس البندقداري أحدث القضاة الأربعة وذلك في شهر ذي الحجة سنة ثلاث وستين وستمائة، فأول من ولي من السادة الحنابلة قاضي القضاة شمس الدين أبو بكر محمد بن إبراهيم الجماعيلي الحنبلي إلى أن امتحن وصرف في ثاني شعبان سنة سبعين وستمائة، ولم يل بالقاهرة بعد عزله قاضي حنبلي حَتَّى مات في يوم الخميس في العشر الأول من المحرم سنة ست وسبعين، فولي بعده قاضي القضاة عز الدين عمر بن عبد الله بن عوض في النصف من جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين فدام إلى أن مات في سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>