عليه الحبر بنزول المقام الصارمي بالصالحية، فتقدم الأمراء وأرباب الدولة فوافوه بالخطارة، فسلم على الجميع راكبا إلى أن عاين القاضي ناصر الدين محمد بن البارزي، كاتب السر الشريف، نزل له عن فرسه وتعانقا، لما يعلم من تمكنه عند أبيه، ثم عاد الجميع في خدمته إلى منزلة العكرشة والسلطان على فرسه، فنزل الأمراء القادمون صحبة الصارمي، ثم نزل المقام الصارمي أيضا عن فرسه، وقبل الأرض ثم قام ومشى حتى قبل الركاب الشريف، فبكى السلطان لفرحته به، وبكى الناس لبكائه، فكانت ساعة عظيمة، ثم سارا بموكبيهما إلى خانقاه سرياقوس، وباتا بها ليلة الخميس تاسع عشرينه، وركب السلطان من الليل ورمى الطير بالبركة واصطاد، فقدم الخبر في الوقت بقدوم الأمير تنبك ميق العلائي نائب