للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المقريزي: أدركنا أباه داود، وقدمت رسله بكتابه وهديته إلى الملك الظاهر برقوق، وهلك سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، وقد طالت مدته فأقيم بعده ابنه تَدْرُوس وهلك سريعاً، فأقيم من بعده أخوه إسحاق، وفخم أمره، وذلك أن بعض المماليك الأتراك أو الجراكسة كان يسمى الطبغا مغرق فر إليه وحظي عنده لما يتقنه من الآلات الحربية وأدوات القتال كاللعب بالرمح ورمى السهام ونحو ذَلِكَ، ولحق به أيضاً زرد كاش من المماليك الجراكسة فعمل له زردخاناه عظيمة، وتعلم عسكره أنواعاً من صنائع الحرب، ثم قدم عليه رجل من كتاب مصر النصاري يعرف بفخر الدولة، فرتب له مملكته وجبى له الأموال، فصار ملكاً بعدما كانت مملكته ومملكة آبائه همجاً، لا ديوان لها ولا قانون، فانضبطت عنده الأمور، وتميززيه عن رعيته، بحيث أخبرني من شاهده وهو راكب وفي يده صليب من ياقوت أحمر قد قبض عليه بيده اليمنى ووضعها عَلَى فخذه، وطرفا الصليب بارزان عن يديه، وذلك بعدما أخبرني برهان الدين إبراهيم الدمياطي، وكان الظاهر برقوق بعثه رسولاً إلى الحطي داود بن سيف أرعد، أنه لا يزال عرياناً، حاسر الرأس، وأنه يعصب رأسه بعصابة حمراء، وأنه شاهده وقد جيء إليه بكرش بقرة قد نفض منها ما فيها من الفرث ولم تغسل ولم تغل عَلَى نار فصار يأكلها نيئة وما بقي بها من الفرث يسيل من جانبي فمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>