فلما كبرت مملكة إسحاق وسوس إليه شياطينه بأخذ ممالك الإسلام، فأوقع بمن في ممالك الحبشة من المسلمين وقائع شنيعة طويلة، قتل منهم فيها وسبى وأسر مما لا يحصيهم إلا الله خالقهم، فأزال دولة سعد الدين وأسر ابنه منصور أبو محمد، وكتب إلى بلاد الفرنج يحث من بها من الفرنج عَلَى المسير إلى بلاد المسلمين ليوافوه بالبحر إذا قدم هو في البر، وواعدهم عَلَى ذَلِكَ فعاجله الله بنفسه وأهلكه عقيب ذَلِكَ في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، وأيد عليه وعلى قومه أمحرة النصارى جمال الدين بن سعد الدين محمد فجمع من المسلمين طائفة وقام يعيث في بلاد الحطي يقتل ويسبي ويغنم.
وقد أقيم بعد إسحاق ابنه إندراس بن إسحاق فهلك لأربعة أشهر من موت أبيه، فقام بعده بأمر أمحرة الناصري عمه حزتناي بن داود بن سيف أرعد فهلك بعد أشهر في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، فأقيم بعده سلمون