سنة تسع وثمانين وستمائة، وحمل إلى جامع دمشق. وكانت جنازته عظيمة، ودفن بتربة أولاد الزكي، ولم يخلف شيئاً من الدنيا، وكانت نفقته فرغت يوم مات، وقرأ الناس حوله القرآن، وتلوا ختمات كثيرة عَلَى قبره، وتفجع الناس عَلَى فقده، وكان له فضيلة.
وله نظم ونثر وكتابة حسنة، ومن شعره:
كم أنت في حق الصديق تفرط ... ترضى بلا سبب عليه وتسخط
يا من تلوّن في الوداد أما ترى ... ورق الغصون إذا تغير يسقط
ومن شعره ما كتبه إلى الشيخ شرف الدين الرقي وهو مجاور بمكة، بعد نثر: من الخادم إلى سيده وأخيه في الله إن ارتضاه: أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإني كنت أرجو بركة دعائه لما أظنه من عظيم عناية الله به، فكيف الآن وهو جار الله، فانضاف إلى عناية الله تعالى بسيدي عناية الوطن، وكان الخادم عند توجه الحاج نظم أبياتاً حسنة مشوقة إلى تقبيل الحجر المكرم، وهي هذه الأبيات: