قدم من بلاده وهو في سن التمييز صحبة الملك الظاهر جقمق، لكن جالبهما غير واحد، فإن تاجر الملك الظاهر جقمق كان الخواجا كَزْلك، بكاف مفتوحة وزاي ساكنة، وكان تاجر أسنبغا هذا الخواجا عبد الرحمن، فقدم به تاجره المذكور إلى الديار المصرية فابتاعه منه الأمير الوزير ناصر الدين محمد بن رجب وأعتقه واستمر بخدمته إلى أن توفي، خدم عند الأمير سودون الطيار، وبه عرف، وغلب عليه شهرته بالطياري، واختص به، وصار دواداره والمتحدث عنه في جميع أموره إلى أن توفي يوم الثلاثاء ثامن عشرين شوال سنة عشرة وثمانمائة، وبعد موت أستاذه سودون الطياري اتصل بخدمة الملك الناصر فرج وحظي عنده، وصار من جملة الدوادارية الصغار، إلى أن توفي الناصر تنقلت باسنبغا المذكور الأحوال إلى أن صار في الدولة الأشرفية برسباي أمير عشرة، ثم خلع عليه بعد مدة باستقراره مقدم البريدية بعد موت بيبغا، ثم رسم له بالتوجه إلى شد بندر جدة بالبلاد الحجازية لحصد أموال السلطنة بها في سنة ست وثلاثين وثمانمائة عَلَى عادة من تقدمه،