أمراء آخر، هم أصحاب الحل والعقد في المملكة، وهم أسندمر هذا، وطغيتمر النظامي، وآقبغا جلب الأحمدي، وقجماس الطازي، فأقاموا عَلَى ذَلِكَ مدة ثم وقع بينهم الخلف، فصار أسندمر وحده، وانضم هؤلاء الثلاثة إلى الملك الأشرف شعبان، وانضم عَلَى أسندمر جماعة من الأمراء ومن مماليك يلبغا، إلى أن كانت ليلة الأحد سابع شهر شوال سنة ثمان وستين وسبعمائة، ركب الأمراء جميعهم نصف الليل، ونزل السلطان معهم، ودقت الكوسات، وكان قصد الأمراء مسك أسندمر الناصري هذا، ومسك بعض مماليك يلبغا الأشرار، فلم يركب أسندمر إلى طلوع الشمس، ثم ركب من الكبش بمن معه وراح إلى قبة الصفراء ونزل إلى القرافة، وطلع من خلف القلعة، ولم يعلم به الأمراء إلا وهو تحت الطبلخاناه السلطانية، فهرب أكثر الأمراء إلا الجاي اليوسفي وأرغون تتر فهما ثبتا وقاتلا بمن معهما إلى قريب الظهر، فلم يردفهما أحد من الأمراء،