وكان السماط الذي يمده في يوم العيد - عبد الفطر - نظير السلطان، ثم ولاه السلطان نظر البيمارستان المنصوري. ومن يومئذ صار ذلك عادة لكل أمير يكون رأس الميمنة.
قلت: وأما الأمير الكبير الذي هو الآن في زماننا هذا أول من سمى به الأمير شيخو صاحب الخانقاة، وإنما كان قبل ذلك من كان قديماً في الإمرة يقعد رأس الميمنة، انتهى. ثم أخرجه الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى نيابة طرابلس في أول سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، فأقام بها مدة، ثم طلب الإقالة والتوجه إلى القدس، فرسم له بالحضور. فلما وصل إلى دمشق خرج إلى لقائه الأمير تنكز نائب الشام وعمل له سماطاً في دار السعادة. فلما حضر لأكل السماط قبض عليه وحبسه بقلعة دمشق.
وقيل إنه لما كان نائب الشام كتب إليه شخص ورقة فيها: المملوك يسأل الحضور بين يدي ملك الأمراء؛ فوقع على جانبها: الاجتماع مقدر.
وكتب إليه بعض أشكال الملاح بدمشق يطلب إقطاعاً، فوقع له: من كان يومه بخمسين وليلته بمائة، ماله حاجة بالجندية.