هذا معه، ثم قدم أيضا صحبة الأمراء في وقعة السعيدية، ودخل القاهرة لما دخلها الأمير يشبك المذكور متخفيا وترامى على الأمير إينال باي ووعد السلطان بمبلغ ستين ألف دينار، وتعصب له الأمير جمال الدين الاستادار، فخلع عليه واستقر مشيرا، وعلى أخيه وزيرا، فاستمر على ذلك إلى أن فر الملك الناصر فرج واختفى عنده في يوم الأحد خامس شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانمائة، واستمر الناصر عنده متخفيا إلى أن ظهر وجرى من أمره ما سنحكيه في غير موضوع، وعاد إلى ملكه وخلع علي سعد الدين واستقر به رأس مشورة بعد أن أنعم عليه بأمرة مائة وتقدمة ألف بديار مصر، ولبس سعد الدين الكلفتاه وتقلد بالسيف وترك زي الكتاب.
حدثني بعض خواص سعد الدين قال: لما نزل من الخدمة بزي الأمراء سألني بأن قال يا فلان هذه الصفة أحسن أم تلك الصفة؟ فقلت له: لا والله تلك الصفة أحسن وأجمل وأليق بك، فلم يرد الجواب، انتهى.