للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال، أعني: أن البلية فيها من عاصم، لصحة الطريق إليه، لكن الجوزجاني لم ينتقد عليه سوى حديثين اثنين فقط، وهذا هو الحق! أن المناكير التي وقعت من عاصم نفسه قليلة، وليست بالكثيرة، كما ادعى ابن عدي؛ وبهذا يكون ابن عدي قد وقع في نفس الشيء الذي وقع لابن حبان، حيث لم ينصفا الرجل، وكأنهما ألقيا بتوثيق جماعة من الأئمة وراء ظهورهما.

• وقد أكثر أبو إسحاق من الرواية عن عاصم، وسمع منه كثيرًا، وقد سبق النقل عنه أنه جاوره ثلاثين سنة، والغالب على روايته عنه الاستقامة؛ لكن تكلم بعض الأئمة في رواية غيره عنه:

قال الآجري لأبي داود: "سمع حبيب من عاصم بن ضمرة؟ "، فقال أبو داود: "ليس لحبيب عن عاصم شيء يصح"، لذا فقد احتج أبو داود بأحاديث لأبي إسحاق عن عاصم، وأنكر حديث حبيب عن عاصم، فقال في السنن (٤٠١٥) في حديث: "لا تكشف فخذك": "هذا الحديث فيه نكارة"، وضعفه أيضًا أبو حاتم في العلل (٢٣٠٨)، وقال: "ولا يثبت لحبيب رواية عن عاصم"، وقال فيه الدارقطني في سننه (١/ ٢٢٥): "فيه نظر"، وروى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري قال: سمعته يقول: "إن حبيب بن أبي ثابت: لم يرو عن عاصم بن ضمرة شيئًا قط"، وقال أبو حاتم في العلل (١٥٠٢): "روى عمرو بن خالد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أحاديث موضوعة؛ خمسةً ستةً"، واستثنى ابن المديني حديثًا واحدًا، فقال: "لم يرو حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة إلا حديثًا واحدًا"، وقال مرة: "أحاديث حبيب عن عاصم بن ضمرة: لا تصح، إنما هي مأخوذة عن عمرو بن خالد الواسطي" [سؤالات اللآجري (٤٨٨)، المعرفة والتاريخ (١/ ٣٩٤)، الجرح والتعديل (١/ ٧٩)، المراسيل (٨٢)، ضعفاء العقيلي (١/ ٢٢٣)، الكامل (٧/ ٢٨٠)، سنن البيهقي (٢/ ٤٠١)، شرح العلل (٢/ ٨٢٨)، فضل الرحيم الودود (٣/ ١٥٥/ ٢٣٤)].

وأنكر أبو حاتم حديثًا للحكم بن عتيبة عن عاصم بن ضمرة، ورجاله ثقات، وقال: "لا أعلم روى الحكم بن عتيبة عن عاصم بن ضمرة شيئًا"، ثم قال: "ولا يشبه هذا الحديث حديث الحكم" [العلل لابن أبي حاتم (٣٠٦ و ١٥٦٣)، المراسيل (١٦٧)، العلل ومعرفة الرجال (٩٣٩)].

وممن فصل أيضًا في الرواة عن عاصم: أبو بكر البزار حيث قال: "حدث عنه: أبو إسحاق، والحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، ولا نعلم حدث عنه غير هؤلاء، وهو صالح الحديث، وأما ما روى عنه حبيب: فروى عنه أحاديث مناكير، وأحسب أن حبيبًا لم يسمع منه، إنما بلغه عنه هذه الأحاديث، ولا نعلمه روى إلا عن علي بن أبي طالب؛ إلا حديثًا ... " [إكمال تهذيب الكمال (٧/ ١٠٦)].

كذلك فقد أنكر أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم أحاديث لعاصم لعدم صحة

<<  <  ج: ص:  >  >>