للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإسناد إليه، ولم يحملوا على عاصم بشيء [انظر مثلًا: العلل ومعرفة الرجال (٣٣٠ و ١٣٣٢ و ٣٩٤٤ و ٣٩٤٥ و ٤٥٤٩)، سؤالات المروذي (٢٦٤ و ٢٧٠)، تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٥٤٧/ ١٣٢٢)، ضعفاء العقيلي (١/ ٢٢٣)، العلل لابن أبي حاتم (١٥٠٢)، الكامل لابن عدي (١/ ١٢٣) و (٥/ ١٢٥ و ١٢٦)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٥٣ و ٨٢٧)] [ومنهم من أخطأ في ذلك فحمل عاصمًا التبعة، وهو منها برئ، مثل: البيهقي، حيث قال في السنن (٢/ ١٣٩): "وعاصم بن ضمرة: غير محتج به"، وقال في موضع آخر (٢/ ١٧٣): "ليس بالقوي"، وانظر أيضًا: السنن (٦/ ١٨٨)، مختصر الخلافيات (٣/ ٤٦٨)].

° وحاصل كلام الأئمة: أن عاصم بن ضمرة قد روى عنه ثلاثة من الثقات: أبو إسحاق السبيعي، وحبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة، ولا يثبت له حديث من رواية حبيب والحكم، والحمل فيها على من دون عاصم، وعلى هذا: فالذي صح لعاصم بن ضمرة إنما هو من رواية أبي إسحاق السبيعي عنه.

وقد ثبت عن بعض الأئمة تضعيف بعض ما رواه أبو إسحاق السبيعي عن عاصم: فقد نقل الترمذي والبيهقي عن عبد الله بن المبارك أنه كان يضعِّف هذا الحديث في تطوع النهار.

وقد انتقد الجوزجاني عليه حديثين من رواية أبي إسحاق عنه، هذا أحدهما، وقد أتى فيهما ببرهان واضح، وحجة جلية، ولم يكن ذلك عن تعصب على أصحاب علي؛ كما ادعى ذلك ابن حجر في تهذيبه (٢/ ٢٥٤)، وإلا فما سبق نقله عن المغيرة وإبراهيم النخعي لهو أشد وأفظع مما قاله الجوزجاني؛ حيث دعم الأخير قوله بحجة بالغة بعيدة عن التعصب العاري عن الدليل؛ لذا أحببت أن أسوق كلامه بتمامه، قال الجوزجاني في كتابه أحوال الرجال (١١) بعد ذكره الحارث الأعور ونقل كلام الأئمة في جرحه، قال: "وعاصم بن ضمرة عندي قريب منه [يعني: من الحارث]، وإن كان حُكي عن سفيان قال: كنا نعرف فضل حديث عاصم على حديث الحارث.

روى عنه أبو إسحاق حديثًا في تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - ست عشرة ركعة؛ أنه كان يمهل حتى

إذا ارتفعت الشمس من قبل المشرق كهيئتها من قبل المغرب عند العصر قام فصلى ركعتين، ثم يمهل حتى إذا ارتفعت الشمس وكانت من قبل المشرق كهيئتها من قبل المغرب عند الظهر قام فصلى أربع ركعات، ثم يمهل حتى إذا زالت الشمس صلى أربع ركعات قبل الظهر، ثم يصلي بعد الظهر ركعتين، ثم يصلي قبل العصر أربع ركعات، فهذه ست عشرة ركعة.

فيا لعباد الله! أما كان ينبغي لأحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه يحكي هذه الركعات؛ إذ هم معه في دهرهم، والحكاية عن عائشة - رضي الله عنها - في الاثنتي عشرة ركعة من السنة، وابن عمر عشر ركعات، والعامة من الأمة أو من شاء الله قد عرفوا ركعات السنة الاثنتي عشرة، منها بالليل ومنها بالنهار.

<<  <  ج: ص:  >  >>