تقدم نقل قول مسلم وأبي داود في هذا وتوجيه معناه تحت حديث عكرمة عن ابن عباس، وبينت هناك أن قولهما لا يعني تصحيح الحديث.
وعن الدارقطني، أنه قال:"أصح شيء في فضائل السور: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، وأصح شيء في فضائل الصلوات: صلاة التسبيح"، ويقال فيه ما قيل في قول مسلم وأبي داود.
قال النووي في الأذكار (٣٠٨): "ولا يلزم من هذه العبارة أن يكون حديث صلاة التسبيح صحيحًا، فإنهم يقولون: هذا أصح ما جاء في الباب، وإن كان ضعيفًا، ومرادهم أرجحه وأقله ضعفًا".
وقال المنذري في الترغيب (١/ ٢٦٨): "وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة، وعن جماعة من الصحابة، وأمثلها حديث عكرمة هذا، وقد صححه جماعة منهم: الحافظ أبو بكر الآجري، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري، وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي رحمهم الله تعالى، وقال أبو بكر بن أبي داود: سمعت أبي، يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا، وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى: لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا؛ يعني: إسناد حديث عكرمة عن ابن عباس، وقال الحاكم: قد صحت الرواية عن ابن عمر؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علم ابن عمه هذه الصلاة"، ثم قال:"هذا إسناد صحيح لا غبار عليه"، فتعقبه بقوله:"وشيخه أحمد بن داود بن عبد الغفار أبو صالح الحراني ثم المصري: تكلم فيه غير واحد من الأئمة، وكذبه الدارقطني".
وقال ابن حجر في أمالي الأذكار (٧٧) ونتائج الأفكار (٥/ ١٨٠): "وقد أطلق عليه الصحة أو الحسن جماعة من الأئمة منهم: أبو داود كما تقدم في الكلام على طريق عكرمة، وأبو بكر الآجري، وأبو بكر الخطيب، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وأبو الحسن ابن المفضل، والمنذري، وابن الصلاح" [وانظر أيضًا: الترجيح لابن ناصر الدين (٤٢ و ٤٣)].
وقال ابن ناصر الدين في الترجيح (٦٦): "وأمثل طرق هذا الحديث إسنادًا، وأجودها في صفة صلاة التسبيح اعتمادًا: ما قدمناه أولًا من حديث عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -".
وحسنه ابن حجر في النكت على مقدمة ابن الصلاح (٢/ ٨٤٨ و ٨٥٠).
وممن صححه أو حسنه أيضًا: ابن منده، وأبو منصور الديلمي، وابن الصلاح، وصلاح الدين العلائي، وسراج الدين البلقيني، والزركشي، والسبكي [فتاوى ابن الصلاح (١/ ٢٣٥)، النقد الصحيح (٣٠)، أمالي الأذكار (٣٩ و ٧٥ و ٧٨ و ٨٠)، نتائج الأفكار (٥/ ١٨٠)، اللآلئ المصنوعة (٢/ ٣٨)، تحفة الأبرار بنكت الأذكار (٨٩ و ٩١ و ٩٢)، الفتوحات الربانية (٤/ ٣١٠)].