للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حفظت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر ركعات، ... فعدَّها ثم قال: وأخبرتني أختي حفصة؛ أنه كان يصلي سجدتين خفيفتين إذا طلع الفجر، قال: وكانت ساعة لا أدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها، وفي رواية: وأخبرتني حفصة بركعتين لم أشهدهما بعد طلوع الفجر [وقد تقدم تخريج حديث ابن عمر بطرقه تحت الحديث رقم (١١٢٨)، والحديث رقم (١١٣٢)].

وقد صح عن عائشة من وجه آخر ما يؤيد هذا المعنى، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخفي هاتين الركعتين بعد العصر، بل لم يكن يصليهما في بيت أحد من أمهات المؤمنين سوى عائشة، وأنه لم يكن يصليهما كل يوم، وإنما كان يصليهما مرة أو مرتين في الأسبوع كما تقدم بيانه قريبًا:

وقد روى عبد الواحد بن أيمن، قال: حدثني أبي؛ أنه سمع عائشة، قالت: والذي ذهب به! ما تركهما حتى لقي الله، ... ، فذكر الحديث، وفيه: وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصليهما، ولا يصليهما في المسجد، مخافة أن يُثقِل على أمته، وكان يحب ما يخفف عنهم.

أخرجه البخاري (٥٩٠)، ويأتي ذكره قريبًا.

٧ - ورواه جرير بن عبد الحميد [كوفي، ثقة]، وخالد بن عبد الله الواسطي [ثقة ثبت]: عن مغيرة بن مقسم الضبي، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، قالت عائشة: [أيُضرَبُ عليهما؟!]، ما دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد صلاة العصر إلا صلاهما.

أخرجه النسائي في المجتبى (١/ ٢٨١/ ٥٧٥)، وفي الكبرى (٢/ ٢١٧/ ١٥٦٦)، وابن حبان (٤/ ٤٣٩/ ١٥٧٢)، [التحفة (١١/ ١٥٧/ ١٥٩٧٨)، الإتحاف (١٦/ ١٠١٩/ ٢١٥٣٤)، المسند المصنف (٣٧/ ٢٠٧/ ١٧٨٣٧)].

وهذا حديث صحيح؛ ومغيرة بن مقسم الضبي الكوفي: ثقة متقن، إلا أنه كان يدلس عن إبراهيم، وهو وإن كان أكثر حديثه عن إبراهيم مدخولًا، وقال أحمد بأن عامة ما رواه عن إبراهيم إنما سمعه من غيره؛ فإنه قد سمع طائفة لا بأس بها من حديث إبراهيم تقرب من مائتي حديث، ولا يبعد أن يكون هذا منها، لا سيما وقد توبع عليه [انظر: التهذيب (٤/ ١٣٨)، تحفة التحصيل (٣١٣) فقد رواه عن الأسود بن يزيد: ابنه عبد الرحمن، وأبو إسحاق السبيعي.

٨ - خالف هؤلاء في متن الحديث؛ فوهم فيه وهمًا قبيحًا، وزاد فيه زيادة باطلة:

قال الدارقطني في العلل (١٤/ ٢٧١/ ٣٦١٩): "وخالفهما عبيدة بن معتب -وكان ضعيفًا-، فرواه عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها بعد العصر فصلى ركعتين، فقلت: يا رسول الله! أُحدِّثُ الناسَ؟ قال: "لا، إن بلالًا عجل الإقامة، فلم أُصلِّ الركعتين قبل العصر، فأنا أقضيهما الآن قلت: يا رسول الله! أفنقضيهما إذا فاتتنا؟ قال: "لا"".

قال الدارقطني: "ولا أعلم أتى بهذا اللفظ سوى عبيدة بن معتب، وهو: ضعيف، لا تقوم به حجة".

<<  <  ج: ص:  >  >>