للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولفظ يزيد بن هارون، وبنحوه لفظ أبي النضر والطيالسي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خرجت إليكم وقد بُيِّنت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة، فكان تلاحٍ بين رجلين بسُدَّة المسجد، فأتيتهما لأحجز بينهما، فأُنسيتهما، وسأشدو لكم منهما شدواً: أما ليلة القدر، فالتمسوها في العشر الأواخر وتراً، وأما مسيح الضلالة، فإنه أعور العين، أجلى الجبهة، عريض النحر، فيه دَفَأ، كأنه قَطَن بن عبد العزى"، قال: يا رسول الله! هل يضرُّني شبهه؟ قال: "لا؛ أنت امرؤ مسلم، وهو امرؤ كافر".

أخرجه الطيالسي (٤/ ٢٦٤/ ٢٦٥٥)، وأحمد (٢/ ٢٩١)، والطحاوي (٣/ ٩٠). [الإتحاف (١٥/ ٤٥٨/ ١٩٦٨٩) و (١٥/ ٤٦٠/ ١٩٦٩٣)، المسند المصنف (٣١/ ٦٢٢/ ١٤٦١١)].

قلت: هذا الحديث مما حدث به المسعودي بعد الاختلاط، فإن يزيد بن هارون، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وأبا داود الطيالسي: ممن روى عنه بعد الاختلاط، وأما أسد بن موسى: فلم أجد من نص على سماعه من المسعودي قبل الاختلاط [الكواكب النيرات (٣٥)، التقييد والإيضاح (٤٣٠)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٤٧)].

قال ابن حجر في الفتح (١٣/ ١٠١): "ووقع في حديث أبي هريرة عند أحمد نحوه لكن قال: "كأنه قطن بن عبد العزى وزاد فقال: يا رسول اللّه هل يضرني شبهه؟ قال: "لا؟ أنت مؤمن، وهو كافر"، وهذه الزيادة ضعيفة؛ فإن في سنده المسعودي، وقد اختلط، والمحفوظ أنه: عبد العزى بن قطن، وأنه هلك في الجاهلية، كما قال الزهري، والذي قال هل يضرني شبهه: هو أكثم بن أبي الجون".

وقال في الإصابة (٥/ ٣٤١): "وقع ذكره عند أحمد من مسند أبي هريرة في حديث فيه ذكر الدجال، فقال في رواية من طريق المسعودي، فقال قطن: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: "لا، أنت مسلم، وهو كافر".

والمسعودي اختلط، والمحفوظ أن القصة لعبد العزى بن قطن، وهو عند البخاري، وفي بعض طرقه عنده، قال الزهري: وهو رجل من خزاعة، هلك في الجاهلية، والمحفوظ أن الذي قال: أيضرني شبهه: أكثم".

قلت: قد صح في وصف الدجال: ما أخرجه مسلم (٢١٣٧) من حديث النواس بن سمعان، قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدجال ذات غداة، ... فذكر الحديث، وفيه: "إنه شاب قططٌ، عينه طافئة، كأني أشبهه بعبد العزى بن قَطَن".

وما أخرجه البخاري (٣٤٤١ و ٧٠٢٦ و ٧١٢٨)، ومسلم (١٦٩ و ١٧١)، من حديث ابن عمر، في ذكر الدجال، وفيه: "كأشبه من رأيت من الناس بابن قَطَن"، قال الزهري: "رجل من خزاعة، هلك في الجاهلية"، أي: إنه رجل معروف، مذكور في الأنساب، وله نسل.

وصح أيضاً من حديث الفلتان بن عاصم [ويأتي بعد قليل]، بنحو سياق المسعودي، إلا أنه قال في آخره: "كأنه عبد العزى بن قطن"، ولم يقل في آخره: قال: يا رسول الله! هل يضرُّني شبهه؟ قال: "لا؛ أنت امرؤ مسلم، وهو امرؤ كافر".

<<  <  ج: ص:  >  >>