للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الخامس: تخصيص شهر رجب بالصوم]

يكره تخصيص شهر رجب بالصوم (١)، وقد نص على ذلك فقهاء المالكية (٢)، والحنابلة (٣)، وهو اختيار الشوكاني (٤).

الدليل:

عن خرشة بن الحر قال: ((رأيت عمر يضرب أكف الناس في رجب، حتى يضعوها في الجفان ويقول: كلوا فإنما هو شهرٌ كان يعظمه أهل الجاهلية)) (٥).

كما أنه لم تثبت فضيلة تخصيصه بالصيام، ولا صيام أيامٍ منه، بل صيامه كباقي الشهور، فمن كان له عادة بصيامٍ فهو على عادته، ومن لم يكن له عادة فلا وجه لتخصيص صومه، ولا صوم أوله، ولا ليلة السابع والعشرين منه بصوم.


(١) وذلك لأن فيه إحياءً لشعار الجاهلية بتعظيمه.
(٢) ((مواهب الجليل للحطاب)) (٣/ ٣٢٤)، ((حاشية الدسوقي)) (١/ ٥١٦).
(٣) ((الفروع لابن مفلح)) (٥/ ٩٨)، ((كشاف القناع للبهوتي)) (٢/ ٣٤٠).
(٤) قال الشوكاني: (لم يرد في رجب على الخصوص سنةٌ صحيحةٌ ولا حسنةٌ ولا ضعيفةٌ ضعفاً خفيفاً، بل جميع ما روي فيه على الخصوص إما موضوعٌ مكذوبٌ أو ضعيفٌ شديد الضعف، وغاية ما يصلح للتمسك به في استحباب صومه ما ورد في حديث الرجل الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((صم أشهر الحرم)). ورجب من الأشهر الحرم بلا خلاف، وهذا الحديث أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه ولكنه لا يدل على شهر رجب على الخصوص) ((السيل الجرار)) (ص ٢٩٧).
(٥) رواه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (٧/ ٣٢٧) (٧٦٣٦)، وابن أبي شيبة (٣/ ١٠٢). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٣/ ١٩٤): فيه الحسن بن جبلة ولم أجد من ذكره وبقية رجاله ثقات، وصحح إسناده الألباني في ((النصيحة)) (٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>