للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث السادس: الردة]

الردة تفسد الاعتكاف، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية (١)، والمالكية (٢)، والشافعية (٣)، والحنابلة (٤).

الأدلة:

أولاً: من الكتاب:

١ - قوله تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِه [التوبة: ٥٤]

ومن باب أولى عدم قبول العبادات البدنية.

٢ - قوله تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان: ٢٣]

أي قصدنا في ذلك إلى ما كان يعمله المجرمون من عمل برٍّ عند أنفسهم، فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً أي لا يُنتفَعُ به؛ حيث أبطلناه بالكفر (٥).

٣ - قوله تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [الزمر: ٦٥]

ثانياً: من السنة:

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)). أخرجه البخاري ومسلم (٦)

فالعبادة لا تؤدى إلا بالنية والكافر ليس من أهل النية (٧)


(١) ((المبسوط للسرخسي)) (٣/ ١١٥)، ((بدائع الصنائع للكاساني)) (٢/ ١١٦).
(٢) ((الذخيرة للقرافي)) (٢/ ٥٤٤)، ((القوانين الفقهية لابن جزي)) (ص٨٥).
(٣) ((الحاوي الكبير للماوردي)) (٣/ ٤٩٤)، ((المجموع للنووي)) (٦/ ٥١٨).
(٤) ((المغني لابن قدامة)) (٣/ ٧٣)، ((الشرح الكبير لشمس الدين ابن قدامة)) (٣/ ١٤٥).
(٥) ((تفسير القرطبي)) (١٣/ ٢١ - ٢٢)، وانظر ((تفسير الطبري)) (١٩/ ٢٥٦ - ٢٥٧). قال ابن كثير: (فعمل الرهبان ومن شابههم - وإن فُرِضَ أنهم مخلصون فيه لله - فإنه لا يتقبل منهم، حتى يكون ذلك متابعًا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث إليهم وإلى الناس كافة، وفيهم وأمثالهم، قال الله تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا *الفرقان: ٢٣*، وقال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا *النور: ٣٩*) ((تفسير ابن كثير)) (١/ ٣٨٥).
(٦) رواه البخاري (١) واللفظ له، ومسلم (١٩٠٧).
(٧) ((بدائع الصنائع للكاساني)) (٢/ ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>