أجمع بـ "جماعة التبليغ" والذي يرجع الفضل في إنشائها إلى الشيخ محمد إلياس كاندلوي (المتوفى ١٣٦٣ هـ) وهو من أتباع الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي - والكتاب الجليل "تبليغي نصاب" الذي وضعه الشيخ محمد زكريا الكاندلوي (ولا زال حيا يرزق) لاقى رواجا كبيرا حتى إن هنالك تراجم في عدة لغات عالمية لمصنفه الفذ.
هذا وما قدمه الشيخ عزيز الرحمن الديوبندي (المتوفى ١٣٤٥ هـ) والشيخ المفتي كفايت الله الدهلوي والشيخ المفتي سيد مهدي حسن الشاهجهان بوري (المتوفى ١٣٩٦ هـ) والشيخ المفتي محمد شفيع الديوبندي من خدمات جليلة في مجال الفقه الحنفي، جدير بمدرسة ديوبند أن تفتخر وتعتز بها.
وفي ضوء هذه الحقيقة أصاب الذين أكدوا من أهل الرأي والبصيرة أن الله تعالى وكل أمر البعث الإسلامي العالمي في عصرنا في مجال العلم والعمل إلى العلماء المسلمين من ديوبند.
أنهم بدون استثناء من أهل السنة والجماعة يتبعون الإمام الأعظم أبا حنيفة النعمان الكوفي (المتوفى ١٥٠ هـ) رحمه الله في المسائل الفقهية - ومما لا شك فيه أن الأمة الإسلامية تتبع المذاهب الأربعة الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي - وكل هذه المذاهب تنطوي على أقوال وأعمال وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام - وتتبع القرآن حيث يقول الله عز وجل {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} وهذا أيضًا مما لا مراء فيه أن معظم أفراد الملة الإسلامية يتبعون الفقه الحنفي وأكثرهم في شبه القارة الباكستانية الهندية - والحق أن مدرسة ديوبند لهي أكبر مركز عالمي للفقه الحنفي - وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد أسست مدرسة ديوبند الكبرى عام ١٢٨٢ هـ وقد مضى أكثر من