إن البعث الإسلامي في شبه القارة الباكستانية الهندية بدأ بالحركة التي تزعمها وقادها الشيخ أحمد السرهندي (المتوفى ١٠٣٤ هـ) مجدد الألف الثاني رحمه الله - أنه هو الذي قاوم الزندقة والإلحاد الذي كان قد تفشى في المجتمع بسبب سيطرة الإمبراطور أكبر ووقف دونه كسد منيع - إنه أوقف سيل الزندقة عن طريق توجيهاته الرشيدة المسجلة في "مكتوبات".
ثم قام خلفائه من بعده بنشر تعاليمه الدينية وبث روح الإخلاص للدين الحنيف في أرجاء العالم كله.
ومن بعد الشيخ أحمد السرهندي رحمه الله تولى قيادة الحركة الجبارة الرامية إلى البعث الإسلامي حكيم الأمة الشاه ولي الله الدهاوي (المتوفى ١١٧٦ هـ) عن جدارة واستحقاق - إنه استعرض الأوضاع الراهنة في عصره وتبصر بثاقب بصره المستقبل وكل ما يكنه للأمة الإسلامية ثم خطط له وحدد المسار الذي كان على أفراد الأمة السير عليها - إن الكتب القيمة التي ألفها الشاه رحمه الله مصدر خير وعلم وحكمة كالسحاب المدرار.
ثم خلفه سراج الهند الشاه عبد العزيز (المتوفى ١٢٣٩ هـ) رحمه الله وهو الذي استنار به السيد أحمد الشهيد (المتوفى ١٢٤٦ هـ) وتتلمذ عليه والسيد الشهيد بقي رافعا راية الإسلام وكلمة الحق عاليا طول حياته واتبعه آلاف