للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السفينة الذي لنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم، فكان ناس يقولون: لنا -يعني لأهل المدينة- سبقناكم بالهجرة، قال: فدخلت أسماء بنت عميس، وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - زائره، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال: الحبشية هذه؟ البحرية هذه؟ قالت أسماء: نعم. قال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله منكم، فغضبت، وقالت كلمة: كذبت ياعمر، كلا والله كنتم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء في الحبشة، وذلك في الله وفي رسوله، وأيم الله لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن كنا نؤذي ونخاف، وسأذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والله لا أكذب ولا أرفع، ولا أزيد على ذلك، قال: فلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: يارسول الله، إن عمر قال كذا، قال: فلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: يارسول الله، إن عمر قال كذا وكذا.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وليس بأحق لي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان)) قالت: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبشرنا، وكان أصحاب السفينة وأبو موسى يأتوني يسألوني عن هذا الحديث، ماهم من الدنيا أفرح مما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١) .

وسيأتي في مسندها، والله أعلم.


(١) صحيح البخاري، ٣/١٤٠٧، ١١٤٢، رقم٣٦٦٣ ورقم ٢٩٦٧، ٤/١٥٤٦ رقم٣٩٩٠؛وصحيح مسلم، ٤/١٩٤٦؛ ومسند أبي يعلى، ١٣/٣٠٣ رقم٧٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>