فخرج النساء من عنده، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده، فأشار المريض أن أعد يدك حيث كانت، ثم ناداه:«يا فلان ما تجد؟» فقال: أجدنى بخير. وقد حضرنى اثنان أحدهما أسود، والآخر أبيض، فقال:«أيهما أقرب منك؟» قال: الأسود. فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الخَيْرَ قَلِيلٌ وَإِنَّ الشَّرَّ كَثِيرٌ» ، فقال: متعنى منك يا رسول الله بدعوةٍ. فقال:«اللهمّ اغْفِر الكثيرَ وأَنْم القَلِيلَ» ، قال:«ما ترى؟» فقال: خيرًا بأبى أنت وأمى أرى الخير ينمو، والشر يضمحل، وقد استأخر عنى الأسود. قال:«أَىّ عَملك كانَ أَمْلَك بِكَ؟» قال: كنت أسقى الماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسْمَعْ يا سَلْمَانُ هل تُنْكِرُ مِنِّى شَيْئًا؟» قال: نعم بأبى أنت وأمى، قد رأيتك فى مواطن ما رأيتك على مثل حالك اليوم. قال:«إنى أعلم ما يلقى؟ ما منه عرق إلا وهو يألم الموت على حدته» .
قال البزار: موسى بن عبيدة كان مشغولاً بالعبادة ولم يرو عن أبى الأزهر غيره (١) .
(أبو البخترى: واسمه سعيد بن فيروز عنه)
(١) رواه الطبرانى فى الكبير، عن البزار: ٦/٢٣٠؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والبزار بنحوه، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. مجمع الزوائد: ٢/٢٢٦.