وكانَ سألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشَّرّ خشية أن يُدركهُ، وكان قد أطلعهُ على سرٍ لا يعرفهُ غيرهُ من أسمآء بعض المنافقين، كما سيأتي في مسنده، وقد كان عُمَر / لا يُصلي على جنازة لا يُصلي عليها حذيفة، وشهد فتح نهاوند، وهمذان، والري والدينور، والجزيرة، ونزلها وتزوج بها.
وقال عُمر يوماً لجلسائهِ: تمنوا. فقال بعضُهم: أتمنى ملء هذا البيت فضَّة أُنفقها في سبيل الله، وقال آخرُ: ذهباً، وقال آخرُ: دُرًّا، فقال عُمر: لكني أتمنى ملءه رجالاً مثل أبي عبيدة، ومُعاذٍ وحُذيفة استعملهُم في طاعة الله، وقد استعملهُ عُمر على المدائن، فمكث فيها ما مكث، ثم قدِمَ على الحال الذي فارقهُ عليها لم يُجدد ملبساً، ولا مركباً فاعتنقهُ عمر، والتزمهُ وقال: أنت أخي، وأنا أخُوكَ، وقد كانت وفاتُهُ بعد مقتلِ عثمان بأربعين يوماً - رضي الله عنه -.
(الأسودُ بن يزيد النخعي عن حُذيفة)
(١) يرجع إلى ترجمة حسيل بن جابر في أسد الغابة: ٢/١٦، والخبر أخرجه البخاري في المغازي: ٧/٣٦١.