للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حيث رأيتم، وقد أرسل إلىّ يدعوني إلى ثلاث خصال: يدعوني أن أتبعه على دينه، أو على أن نعطيه مالنا على أرضنا، والأرض أرضنا: أو نلقى إليه الحرب. والله قد عرفتم فيما تقرؤن من الكتب، [ليأخذن ماتحت قدمي فهلم نتبعه على دينه أو نعطيه مالنا على أرضنا فنخروا نخرة رجل واحد حتى خرجوا من برانسهم] (١) ، وقالوا: تدعونا إلى أن ندع دين النصرانية، أو نكون عبيداً لأعرابي جاء من الحجاز، فلما ظن أنهم إن خرجوا من عنده أفسدوا عليه الروم رفأهم، ولم يكد وقال: إنما قلت ذلك لكم لأعلم صلابتكم على دينكم، ثم دعا رجلاً من عرب تجيب كان على نصارى العرب، قال: ادع لي رجلاً حافظاً عربي اللسان، ابعثه إلى هذا الرجل بجواب كتابة، فجاء بي فدفع إلىّ هرقل كتاباً، فقال: اذهب بكتابي إلى هذا الرجل، فما ضيعت من حديثه فاحفظ لي منه ثلاث خصال، انظر هل يذكر صحيفته التي كتب بشئ، وانظر إذا قرأ كتابي هل يذكر الليل، وانظر إلى ظهره هل به شيء يريبك.

قال: فانطلقت بكتابه حتى جئت تبوك، فإذا هو جالس بين ظهراني أصحابه محتبياً على الماء فقلت: أين صاحبكم؟ قيل: هاهو ذا، فأقبلت أمشي حتى جلست بين يديه، فناولته كتابي فوضعه في حجره، ثم قال لي: ممن أنت؟، فقلت أنا أحد تنوخ: قال هل في الإسلام الحنيفية ملة أبيك إبراهيم، قلت: إني رسول قوم وعلى دين قوم لا أرجع عنكم إليهم. فضحك، وقال: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ


(١) غير واضح في المخطوط، والاثبات من مسند أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>