للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اشترى عبداً من خالص ماله بورقٍ أو ذهبٍ، فجعل يعملُ، ويؤدي علمه إلى غير سيده، فأيكم يسرهُ أن يكون عبدهُ كذلك، وإن الله خلقكم، ورزقكم فاعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً.

وأمركم بالصلاة، فإن الله ينصُبُ وجههُ لوجه عبده ما لم يلتفتْ، فإذا صليتُم فلا تلتفتوا.

وأمركم بالصيام، فإن مثل ذلك مثلُ رجلٍ معهُ صُرَّةٌ [من] مِسكٍ في عصابةٍ. كلهم يجد ريح المسك، وإن خلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك.

وأمركم بالصدقة، فإنَّ مثل ذلك مثلُ رجُلٍ أسرهُ العدوُّ، فشدوا يديه إلى عنقهِ، وقربوه ليضربوا عُنُقهُ، فقال: هل لكم أن أفتدي نفسي منكم؟ فجعل يفتدي نفسهُ منهم بالقليل، والكثير، حتى فكَّ نفسهُ.

وأمركم بذكر الله كثيراً، فإن مثل ذلك كرجُلٍ طلبهُ العدو سراعاً في أثره، فأتى حصناً حصيناً فتحصن فيه، وإن العبد أحصنُ ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل.

قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأنا آمركُمْ بخمسٍ، الله أمرني بهن: بالجماعةِ، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنهُ من خرج عن الجماعة قيد شبرٍ فقد خلع ربقة الإسلامِ من عنقهِ، إلَاّ أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثاء (١) جهنم. قالوا: يارسول الله وإن صام وصلى؟ قال: وإن صام وصلى، وزعم أنهُ مسلمٌ فادعوا المسلمين بما سماهم الله عز وجل المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل) (٢) .


(١) جثا: جمع جُثوة بالضم وهو الشئ المجموع. النهاية: ١/١٤٤.
(٢) من حديث الحارث الأشعري في المسند: ٤/٢٠٢، والعبارة الأخيرة عند ابن الأثير أوضح من هذا) ادعوا بدعوى الله - عز وجل - الذي سماكم المسلمين المؤمنين: عباد الله) . أسد الغابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>