للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧٠ - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز، حدثنا أبو حُذيفة موسى بن مسعود، حدثنا سفيان، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عُتي، عن أُبيّ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ مَطَعم بن آدم جُعِل مثلاً للدنيا، وإن قَزَّحَهُ وملَّحَهُ. فانظروا إلى ما يصير) تفرد به (١) .

١٧١ - حدثنا عبد الله، حدثنا هُدْبَةُ بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن حُميد، عن الحسن، عن عُتي قال: رأيت شيخاً بالمدينة يتكلم، فسألت عنه، فقالوا: هذا أُبي بن كعب. فقال: (إنَّ آدم [عليه السلام] (٢) لما حضره الموت. قال لبنيه: أيْ بني إني أشْتهي من ثمار الجنة، فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة، ومعهم أكفانُه، وحنُوطه، ومعهم الفئوس والمساحي، والمكاتل؛ فقالوا لهم: يابني آدم ما تريدون، وما تطلبون؟ أوْ ما تريدون؟ وأين تذهبون؟ قالوا: أبونا مريضٌ، فاشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قُضِي قضاءُ أبيكم فجاءوا، فلما رأتهم حواء عرفتهم، فلَاذَتْ بآدَمَ، فقال: إليك عنّي، فإني إنما أُتيت مِنْ قِبلكِ، خَلِّي بَيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى، فقبضوه وغَسَّلوه، وكفنوه [وحنطوه] وحملوه، وحفروا له، ولحدوُا [له] وصلوا عليه. ثم أدخلوه قبره، فوضعوه في قبره [ووضعوا عليه اللبن، ثم خرجوا من القبرِ] ، ثم حثوا عليه التراب، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سُنتكم) . تفرد به (٣) .


(١) قزحه وملحه: أي توبله من القِزح وهو التابل الذي يطرح في القدر كالكمون والكزبرة ونحو ذلك، والمعنى أن المطعم وإن تكلف الإنسان التفوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال يكره ويتقذر. فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وإدبار، أهـ. النهاية ٣/٢٥٦ والحديث من مسند عتي عن أبي بن كعب في المسند ٥/١٣٦ وابن كثير في البداية ٢/٩٨.
(٢) مابين المعكوفين زيادة من لفظ المسند.
(٣) من حديث عتي عن أبي بن كعب ٥/١٣٦ وهذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد عن أبيه كما هو واضح.

<<  <  ج: ص:  >  >>