للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفرض لهُ عُمرُ في خمسة آلاف كأبيه وأهل بدر، وقد كان الحسن جواداً كريماً ممدحاً كثير العطاء والصدقة خرج من جميع ماله لله تعالى مرتين وقاسمه ثلاث مراتٍ حتى أنه ليتصدقُ بنعلٍ ويمسك أُخرى (١) .

ومشى إلى بيت الله عدة حجاتٍ والجنائب إلى ورائه والنجائب معهُ، وتُقادُ بين يديه.

ويُقال إن سبب موته أن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس سقتهُ سماً، فكان يُوضع الطستُ تحتهُ، ويُرفع، وتوضعُ أخرى أربعين يوماً، فقال لأخيه الحسين: يا أخي إني قد سُقيتُ السم ثلاث مراتٍ لم أُسق مثل هذه. إني لأضعُ كبدي، فقال له: من سقاك؟ فقال: وما سؤالك عن ذلك أتريد أن تُقاتلهم؟ أكلهم إلى الله.

وقد أوصى أخاه بأشياء حسنةٍ: منها أنهُ قال له: ما أظن أن الله يجمعُ لنا بين النبوة والخلافة، فلا يستحضنك أهل الكوفة ليخرجوك.

وأرسل إلى عائشة أم المؤمنين يطلب منها / أن يدفن عندها في الحجرة عند جده، فأذنتْ لهُ، وقال لأخيه: إن منعك بنو أمية، فلا تشاققهم وادفني في البقيع، فلما توفي جاءوا إلى عائشة، فأذنت لهم، فحال دون ذلك بنو أمية، فلبس الحسين لأمة حربه، ولبس مروان ومن تبعهُ لأمتهم، فقال لهم أبو هريرة: إن هذا لظلم أيُمنعُ الحسنُ أن يدفن عند أبيه والله إنه لابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكلم في ذلك مروان وناشده، فأبى فحمل الحسن ودُفن بالبقيع - رضي الله عنه -، وقبرهُ هناك مع عمه العباس معروفٌ بقبةٍ عاليةٍ حسنةٍ عليهما، كأنهما من قباب الجنة، مما اعتنى بأمرهما بنو العباس (٢) .


(١) حلية الأولياء: ٢/٣٧، ٣٨.
(٢) وضع القباب على القبور، ليس من السنة في شئ، فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسوية القبور.

<<  <  ج: ص:  >  >>