للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٧١- وقد رواه الطبرانى عن علىّ بن عبد العزيز، عن أبى نعيم، عن كامل أبى العلاء به. وزاد أنه قال: ذلك فى خطبة غدير خم، وذكر فيها «من كنت مولاه فعلى مولاه» .

٣٢٧٢- وقوله: «إِنى تَاركٌ فيكم الثقلين» (١) . قلت: وهو حديث منكر جداً ومن ضعفه أن يكون عيسى بن مريم [- عليه السلام -] قد عُمر قبل رفعه مائة وستًّا وعشرين سنة، وهذا خلاف المشهور من أنه رفع وله ثلاث وثلاثون سنة، ثم إذا ضعف هذا العدد على هذا الوجه أدى إلى تضعيف أعداد لا تنحصر، ولو لم يضعف إلا بأعداد الرسل الذين عدتهم كما جاء فى حديث أبى ذر فى صحيح ابن حبان ثلاثمائة وثلاثة عشر، دع أعداد الأنبياء، كما ورد فى حديثه مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً (٢) .

هذه رقعة الشطرنج التى أولها واحد إذا ضوعفت إلى أربع وستين ضعفاً، فلا يكاد يضبطه اللفظ، ولا الذهن من ألوف ألوف الألوف، فكيف بما أوله ستون، أو ثلاث وستون، أو خمس وستون ثم يضاعف إلى المئات، أو ألوف، أو مائة ألف مرة أو أزيد لكانت الدنيا كلها لا تتسع لِعُشْر عُشْرِ عُشْرِ كذا كذا مرةً من ذلك والله أعلم. / وما نشَأَ إلا هذا إلَاّ من تقدير صحة (٣) هذا الحديث، فليس هو بصحيح من جهة متنه ولا من جهة سنده أيضاً، لان عبيد بن إسحاق العطار ضعفه الجمهور، وتابعه


(١) المعجم الكبير للطبرانى: ٥/١٩٢، ولفظه عنده: «وإنى تارك فيكم ما لن تضلوا بعده» ولكنا نرجح أن رواية المصنف أثبت إذ أن الحاكم أخرجه من حديث حبيب بن أبى ثابت عن أبى الطفيل عن زيد بن أرقم باللفظ الذى أورده ابن كثير. والخبر بتمامه أخرجه فى المستدرك وصححه ولم يعقب عليه الذهبى فى التلخيص: ٣/١٠٩.
(٢) الخبر صححه ابن حبان كما قال ابن حجر فى فتح البارى: ٦/٣٨١.
(٣) كأن ابن كثير يشير إلى تصحيح الحاكم للحديث وترك الذهبى التعقيب عليه كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>