للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرهما منه: «يسبق حلمه غضبه» ، «ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً» . فكنت ألطف به لأخبر ذلك، فجاءه أعرابى، فقال: إن بنى فلان قد أسلموا، وقد أصابتهم سنة (١) ، وشدة، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشىءٍ تعينهم به فعلت. فلم يكن عنده شىء، فدنوت منه، فذكرت أن أسلفه ثمانين ديناراً فى تمر، فأعطاها لذلك الأعرابى، فلما دنا الأجل، فلم يبق إلا يومان أو ثلاثة جئت إليه، وقد صلى على جنازة، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فى نفر من أصحابه، فأخذت بمجامع ثوبه، ونظرت إليه بوجه غليظ، وقلت: لما تقضنى حقى يا محمد؟ فإنكم ولله ـ ما علمتكم بنى عبد المطلب ـ لسيئى القضاء مطل، قال: ونظرت إلى عمر فإذا عيناه تدوران فى وجهه، وقال: يا عدو الله لولا ما أحاذر من عظمه لضربت الذى فيه عيناك، قال: فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر فى سكون وتبسم، ثم قال: يا عمر أنا وهو إلى غير هذا منك أحوج: تأمره بحسن الاقتضاء وتأمرنى بحسن القضاء، ثم قال: يا عمر اذهب به فاقضه حقه وزده عشرين صاعاً مكان ما روعته. قال: فذهب بى فأعطانى فأسلمت» (٢) .


(١) السنة: الجدب. يقال: أخذتهم السنة إذا أجدبوا وأقحطوا، وهى من الأسماء الغالبة نحو الدابة فى الفرس، والمال فى الإبل. وقد خصوها بقلب لامهاء تاء فى اسنتوا إذا أجدبوا. النهاية: ٢/١٨٨.
(٢) الخبر أورده المصنف هنا مختصراً للقصة. وقد أورده ابن الأثير فى ترجمته..وأورد ابن حجر الخبر ملخصاً وفى نهايته قال: «وفى آخره فقال زيد بن سعنة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وآمن وصدق، وشهد مع النبى - صلى الله عليه وسلم - مشاهده، واستشهد فى غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر. ورجال الإسناد موثقون» .
وقوله: «واستشهد فى غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر» يتعارض مع ما ذكره ابن الأثير وابن كثير من أنه توفى مقبلاً إلى المدينة.
وخبر إسلامه أخرجه بطوله الحاكم فى المستدرك: ٣/٦٠٤؛ والطبرانى فى المعجم الكبير: ٥/٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>