للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللقاء» (١) ، وكان على باب العريش يومئذ معه فرس السبق، وشهد أحدًا.

ويوم الخندق ورمى فى أكحله (٢) يومئذٍ فبقى منها شهرًا حتى مات، وقد دعا الله، عز وجل، أن لا يميته حتى يشفيه من بنى قريظة، فقدر الله أنهم حصرهم بعد وقعة الخندق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ، لأنهم ظنوا أن يحسن فيهم، لأنهم كانوا أحلاف الأوس، فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجىء به على حمار من المسجد من خيمةٍ/ كان ضربها عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليعوده من قريب فأقبل وقومه من الأوس حوله يقولون له: أحسن فى مواليك يا سعد، فجعل لا يرد عليهم شيئًا، فلما أدبروا قال: لقد آن لسعد أن لا يأخذه فى الله لومة لائمٍ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلاً قال لمن حوله: «قوموا إلى سيدكم» ، وفى رواية: «إلى خيركم» . فأجلسوه إلى جنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك، فأحكم فيهم بما شئت، فقال: وحكمى فيهم نافذ؟ فقال المسلمون: نعم، فالتفت إلى الجانب الذى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال وهو معرض استحياءً منه وإجلالاً له: وعلى من ها هنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم، فقال: أحكم بقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم ونسائهم» ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «حَكمتَ فِيهم بِحُكْمِ اللهِ» ، وفى رواية: «من فوق سبعة أرقعة» (٣) فقتلوا فى صبيحة ذلك اليوم وكانوا قريبًا من ثمانمائة مقاتل لعنهم الله ورضى عن سعد.


(١) السيرة لابن هشام: ٢/٢٠٣؛ والثقات لابن حبان: ١/١٥٨؛ وبرك الغماد: موضع وراء مكة بخمس ليال، وقيل بلد باليمن.
(٢) الأكحل: عرق فى وسط الذراع يكثر فصده. النهاية: ٤/١٠.
(٣) يرجع إلى حديث أبى سعيد الخدرى فى صحيح البخارى: ٧/٤١١؛ وإلى ثقات ابن حبان: ١/٢٧٦؛ وعند ابن حبان: وهم ما بين ستمائة إلى تسعمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>