٤٣١٩ - قال ابن ماجه فى الزهد: حدثنا الحسن بن أبى الربيع الجرجانى، حدثنا عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس بن مالك. قال: اشتكى سلمان/ فعاده سعد بن أبى وقاص، فرآه يبكى، فقال له سعد: ما يبكيك يا أخى؟ أليس قد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أليس أليس. فقال سلمان: ما أبكى واحدةً من اثنتين، ما أبكى ضنا للدنيا، ولا كراهية للآخرة، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلى عهدًا، فما أرانى إلا قد تعديت. قال: وما عهد إليك؟ قال: عهد إلى أنه يكفى أحدكم مثل زاد الراكب، ولا أرانى إلا قد تعديت، وأما أنت يا سعد فاتق الله عند حكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا قسمت، وعند همك إذا هممت» .
قال ثابت: فبلغنى أنه ما ترك إلا بضعةً وعشرين درهمًا مع نفقةٍ كانت عنده (١) .
(١) قال فى الزوائد: فى إسناده جعفر بن سليمان الضبعى، وهو وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين فقد قال ابن المدينى: هو ثقة عندنا. أكثر عن ثابت أحاديث منكرة، وقال البخارى فى الضعفاء: يخالف فى بعض حديثه، وقال ابن حبان فى الثقات: كان يبغض أبا بكر وعمر، وكان يحيى بن سعيد يستضعفه. سنن ابن ماجه. كتاب الزهد: باب الزهد فى الدنيا: ٢/١٣٧٣.